لكم الترحاب

على من مر من هنا كل الخمائل والسلام
عزف الكمان
ولحن أغينة الصباح
وجع الناي المكسر
وجه أمي
الحديقة
والمخيم
اوتار العود وكل شيء
والسماء
الحان المطر
لكم مني السلام
حللتم أهلا ، ونزلتم بوطن



منتزه غزة

السمرة


"ثلاث شواقل ، والموت أجمل"



استيقظ على صراخ زوجته ، الإعتيادي ، تناديه يوميا لتلبية طلباتها ، هي هي المطالب ولا تتغير او تتبدل ، العام الدراسي الجديد قد اقترب والأبناء بحاجة (لكسوة المدارس) ، لم يعد يطاق هذا الحال ، ربما سينفجر في الصباح القريب إذا أيقظته زوجته ، وتحدثت معه عن (الكسوة) ، كل شيء أصبح جاهزا الآن ومعدا بحكمة ، لتسهيل عملية انتحاره ، فهذا الوضع الحقير ، لا يجرؤ على تحمله ليبتون في مجرته الواسعة ، كان الصباح كعادته ، مفعم بالحيوية والصراخ ومطالب الزوجة بتوفير اي شيء للأطفال السذج ، الفرحين (فطرةً) على دخولهم العام الجديد ، باب البيت تدقه يد الموت الآن ، فقد أتى احد اصدقائه القدامى ، يريد منه العمل لتحصيل 200 شيقل ، لم يصدق ذاك المسكين هذا الشيء ، انه الحلم الذي طالما أراد تحقيقه ، فقط 200 شيقل لإسكات أفواه صغاره ، بقيادة الأم ، توجه الأب ، وهو لا زال يحلم ، ما هو لون الدفاتر التي سأحضرها لهم ، سأشتري أجود الأنواع ، بل سأحضر لهم ما يطيب من شنط المدرسة ، وما يختارونه بأنفسهم (ساذج) ، سأجعلهم الأجمل في مدرستهم في عامهم الجديد ، هز حلمه هذا ابنه الصغير وهو يطلب (نصف شيكل) لشراء كيس شيبس (ستموني) ، الأب ، عيونه مفرغة من السواد ، متشعبة بالدموع ، قهرية ، تغتاظ من الجو المحيط ، لكنه بكل جرأة هذه المرة قال له ، لا يهمك شيء ، سأعود لك بخمسة شواقل ، وتشتري ما تشتهيه نفسك ، انني ذاهب للعمل الجديد (ساذج) ، ذهب الأب ، دخل مكان عمله ، إنه قبر ، قبر معتم ، لا يدخله إلا الأحياء ، الذين يستغنون عن أرواحهم بالمقدم ، قبالة مبلغ لا يساوي ذاك الخدش البسيط الذي تسببه الرمال في أيديهم ، نزل المسكين لعمله الجديد (النفق) وبدا بالعمل ، لم يكن من السهل أن تصمد ثلاثة امتار مكعبة من الرمل فوق رأسه ، سقطت بعنف على عنقه فقتلته وقتلت رفقاء المحجر الست المعاونين له ، وعاد لهم الأب ، محملاً على الأكتاف ، يستدينون من الناس (50 شيقلا) ثمناً لكفنه الجديد ، لكن هناك مفاجأة ، فلم يخلف الأب الوعد مع ابنه ، لقد صدق وعده ، فقد أحضر له ثلاثة شواقل ، إنها في جيب بنطاله الذي سكنته جثة هامدة لا تقدر على حراك ، أصابها الموت المفاجيء ....

قبل موته
وفي طريقه إلى العمل ، قابل أحد اصدقائه وطلب منه نقودا ، قلبه لم يكن مطمئناً هل أن العمل سيكون من نصيبه ، أم لا ، فأراد الإطمئنان على عهده مع ابنه ، واحضر له النقود ، هو أيضاً العمل من نصيبه أصبح ، وإلى الأبد ، إلى الأبد ، سكن فيه
دخل القبر ، وخرج منه محملاً ، ليرجع إليه مرة أخرى بصمت .....

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

قد ننام يوماً على حلم أجمل ،،
على لون تراب صامد تعثر من طفل صغير مر عليه ،،
لكن \\ لا يأتي لنا الموت بعد ان نقبل هواء الحياة ،،،
لأن ثلاثة شواقل لطفل صغير هي أكبر من حلم عشنا من أجله ،،
هي أكبر من الرمال التي احتضنت أباه ،،
هي،، نحن جميعاً أمامها ,,,


دمــــت ....

غير معرف يقول...

أبكيتني
كل ما استطيع قوله أنك إنسان مبدع
(وخسارة والله العظيم بهالبلد) انت مكانك بفرنسا والدول المحترمة مو هون
كل الاحترام الك
ما بقدر اقلك غير انك ابكيتني والله
يعطيك العافية يبو حميد كل التحية الك
انسان رائع انت والله